04 - 05 - 2025

تحت رعاية د. علاء عبد الهادي | مؤتمر "الهوية والتراث في عالم متغير" بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر

تحت رعاية د. علاء عبد الهادي | مؤتمر

تحت رعاية الدكتور علاء عبدالهادى رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر و" الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب" تقيم لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر مؤتمرها السنوى الأول تحت عنوان (الهوية والتراث في عالم متغير)

يرأس المؤتمر الأستاذ الدكتور محمد حمزة (المؤرخ وخبير الٱثار والتراث  --عميد كلية الٱثار  ومساعد رئيس جامعة القاهرة السابق) وأمينه العام الكاتب والأديب عبدالله مهدى (رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر)

وتحمل دورة هذا العام اسم عالم المصريات الكبير المرحوم عبدالعزيز صالح ، لعطاءاته البحثية الكثيرة لعلم المصريات، والذى كتب عنه الأستاذ الدكتور أحمد عيسى (ذكرياتى وخواطرى حول أستاذى)، وسيتم تكريم حملة الدفاع عن الحضارة المصرية ، لدورها في حماية الإرث الحضارى المصرى المادى والمعنوى ، ومؤسسها ورئيسها الأستاذ الدكتور عبدالرحيم ريحان. 

كما سيتم تكريم فريق أحفاد الحضارة المصرية، مؤسسه ورئيسه الباحث محمد حمادة، وكذلك علماء المصريات: - الأستاذ الدكتور باهور لبيب ، وقد كتبت عنه الباحثة ناجية نجيب فانوس (مدير عام سابق بالمتحف المصرى) ، كما كتب الدكتور أحمد طلبة عن كل من :- الأستاذ الدكتور أحمد فخرى ، زكريا غنيم ، سامى جبره ...

كما سيتم تكريم الباحث والأديب المرحوم عصام إبراهيم الدسوقى مصطفى ستاتي والذى كتب عنه الكاتب عزت المتبولى  ...

ويأتى المؤتمر انتصار  للهوية المصرية ودعما لها.. ومن المعروف أن لمصر وأقطار الشرق الأدني القديم مكانة مرموقة في دائرة تواريخ الشعوب، وفي مسيرة الحضارة  الإنسانية بعامة ولقد تداول علي الشرق عصور وعهود استمسك فيها بمرتبة القيادة في مجالات الفكر والمادة معا وعهود وعصور أخرى انفلتت منه زعامتها والتزم فيها التبعية لغيره.

وحسبنا أن نشير إلي انه ظهرت في مصر والشرق الأدنى القديم تطورات حضارية وثقافية ومنها معرفة سر إيقاد النار، ثم معرفة الزراعة ومعرفة الكتابة بعد معرفة بدايات الفنون؛ وبعد نضج ثقافات ظهرت تشريعات وضعية متكاملة وعقائد أخروية واعية وبذور للوحدانية وأسس للعلوم، كما أشرقت فيه ديانات سماوية كانت ولاتزال هدي للعالمين القديم والحديث؛ وظلت هذه التطورات بمصر والشرق الأدني القديم حتى أواسط الألف الأولى قبل الميلاد، حين أدت الظروف والعوامل الداخلية والخارجية إلي انتقال موازين القوي وزعامة الحضارة إلي بلاد الفرس في الشرق، وبلاد الإغريق ومن تلاهم في الغرب؛ وإن لم يكن هذا قد حرم الشرق من أن يظل رمزا باقيا للأصالة برغم كل ماتعاقب عليه من نكبات وشدائد؛ كما لم  يحرمه من النهوض بعد قرون طويلة عملاقا قويا في ثوب حضاري جديد بعد ظهور الإسلام على أرضه.

ولما كان دوام الحال من المحال وفاق الغرب من كبوته ومن دياجير الظلام في العصور الوسطى وتسلم مرتبة القيادة وعصا المارشالية من الشرق خلال عصر النهضة وماتلاه مرة ثانية ولم يقتصر التفوق والتقدم الغربي على مجال الكشوف الجغرافية بفعل الرغبة في الاستعمار فحسب، بل إمتد ذلك فشمل كافة المجالات ومن أبرزها في هذا المقام التقدم العلمي وما ارتبط به من نشأة علوم حديثة ومناهج علمية حديثة، غير أن مايعنينا منها هنا، علم التاريخ بمناهجه وعلم الأنثروبولوجيا وما تفرع منه من علمي الأثنوجرافيا والاثنولوجيا وعلم الآثار التقليدي والحديث، ثم علم الاثنواركيولوجيا او الاركيولوجيا البشرية؛ هذا وقد ارتبط بهذه العلوم رحلات وبعثات استكشافية وحفائر ومؤتمرات ومتاحف وجامعات ونشر وتحقيق ومخطوطات ودراسات في تاريخ وحضارة وثقافة وتراث مصر والشرق الأدنى، سواء في عصوره القديمة او خلال العصر الإسلامي.

وإذا كان الغرب قد خط للشرق خطوات البحث في مجال التاريخ والٱثار ووضع رجالاته اللبنة الأولى، بل وأرست بحوثهم ودراساتهم دعائم هذين العلمين وغيرهما من العلوم المتصلة بهما، وبالتالي فنحن لا ننكر الدور الرائد لهم فهم قد أغلونا بدين كأنه قلادة في عنقنا؛ ومع ذلك يجب أن نحتاط ونحذر ونناقش كل كبيرة وصغيرة في بحوثهم ودراساتهم ونظرياتهم.

وتلك هي مهمة العلماء والباحثين المصريين والعرب على السواء، فإن عليهم واجبا وطنيا وقوميا في الرد العلمي الموضوعي المنهجي على كل الافتراءات والمزاعم والأكاذيب التي ورد ذكرها في البحوث والدراسات الغربية خلال  قرون الهيمنة الغربية منذ القرن الثامن عشر الميلادي وحتى الآن.

وليس ادل على ذلك من تلك المصطلحات الغربية والعناوين التي صدرت في الغرب منذ التسعينات من القرن العشرين المنصرم عقب نهاية الحرب الباردة 1990م عامة، وعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م خاصة، ومن بينها الإسلامو فوبيا، والأصولية الإسلامية، والفاشية الإسلامية، وصدام الحضارات، وصراع الحضارات ونهاية التاريخ وغير ذلك؛ فضلا عن مايبث عبر وسائل الإعلام الغربية والسينما والتليفزيون والسوشيال ميديا.

والهدف من ذلك واضح جلي لايختلف عليه اثنان وهو إثارة الشبهات وزلزلة الثوابت والتشكيك وصناعة هويات جديدة وبالتالي صناعة تاريخ بديل.

ومن هنا تكمن أهمية هذا المؤتمر العلمي الذي تنظمه لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر وموضوعه (الهوية والتراث في عالم متغير) وتأتي أهمية هذا المؤتمر في وقت تزايدت فيه حدة الصراع بين التراث والحداثة او بين الأصالة والمعاصرة، وتجديد الفكر والتنوير وفق المناهج الغربية والحداثة الغربية، متناسين في ذلك أن الهوية والتراث هما معيار الذات وإثبات الخصوصية لأي امة من الأمم، فمابالنا بأقدم الأمم في مضمار الحضارة والثقافة والتقدم في مصر والشرق الادني

ولما كان من الصعوبة بمكان ان يتم إستيفاء كل القضايا التاريخية والتراثية في مؤتمر واحد لذلك حسبنا إن نركز في هذا المؤتمر الأول على المحاور التالية :--

-- الحضارة المصرية التأثير والتأثر ..

--  حول قصة الخروج ...

-- المزاعم والافتراءات على الحضارة المصرية وحضارات الشرق الأدنى القديم .

ويأتى ملف التكريم وفاء لباحثين مصريين كبار، ساهموا في كشف درر الحضارة المصرية القديمة، وتعريف أهلها بها، تدعيما لذاتهم الحضارية، وتحصينا لها ضد قوى الهيمنة والرجعية.